Talla Logo

من نحن؟

ينسب مؤسسو “إذاعة طلّة” أنفسهم إلى  تاريخ عريق من الخبرات الإعلامية العربية يمتد لقرنين. يرى إننا نرى الإعلام وسيلة للتحرر النفسي والإجتماعي والسياسي، ويرون الإنتاج الإعلامي كوسيلة للتحرر السياسي كما فعل “ستوديو مصر”، ووسيلة للتعبير عن الأنفس العربية بكل ما مرت به أفراح وأتراح.إننا لم نشهد من التجربة الإعلامية العربية الرائدة إلا احتضارها البطئ. إننا الجيل الذي شهد هبوط الصحافة المطبوعة مع توقف جرائد الحياة و السفير اللبنانيتين، والإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والسينمائي والموسيقيّ الجاد الذي عمّر الوجدان العربيّ وأعاد تشكيل طريقة عيشه لعقود. على أننا نؤمن ونسعى إلى خلق تراكمية مع تاريخ الإنتاج الإعلامي العربي والبناء على تاريخه، إلا أننا لا ننفي اختلافنا مع الطريقة التي أدير بها فى بعض فتراته المظلمة التي وصلت إلى حد التزييف والكذب الواضح.

معني طلة:

طلّة هى التفاتة رقيقة أو زيارة أو ضيافة أو فزعة لكل فرد وبيت عربيّ. هذا ما نود أن تعبر عنه انتاجاتنا الإعلامية والثقافية.

كان مهمة ورشة العمل لإيجاد إسم مناسب لاذاعتنا لا يستبعد أي خيار. كان الشرط الوحيد أن يكون الإسم عربيًا. بعد مداولات ومساجلات ونكات لا تنتهي، استعرنا الإسم من قصيدة “سحو أبى الطيب” للشاعر فؤاد حداد حين قال “تعرف الإنسان.. من الطلّة”. حين قررنا أن نصمم لوجو بخط النستعلیق، أدركنا جيدًا أن إسم طلّة لم يكن خيارًا ذو معنى بل جميلًا. إننا نؤمن أن مهمتنا الأساسية هي معرفة الإنسان، وتعريف الناس ببعضهم البعض فى الداخل العربي والعالمي. إن كل أمل وألم عربيّ هو موضوع إعلاميّ لإذاعة طلة.

رؤيتنا للإعلام العربي:

فى العقود الأخيرة، أدى تحول ثقل رأس المال الإنتاجي إلى خلق فرص أوسع خاصة مع دمقرطة المحتوى الإعلامي مع صعود منصات التواصل الإجتماعي بمناخها الإنتاجي المتمركز حول المستخدم، ‎ لكن أدي ذلك أيضًا إلى غلبة الاستهلاكية والربح السريع على اهتمامات الأجندة الإنتاجية العربية.مع تحول اهتمامات الأجندة الإنتاجية كثيفة الاستثمار، ‎ لاحظنا وجود قطيعة مع التراث الإعلامي العربي العريق فى القرنين السابقين على المستويات الصحافية أو الوسائطية المرئية أو المسموعة.إننا ندرك وجودنا فى وَسَط إعلامي معولم بميزات جديدة وتواصلية أوسع وتكنولوجيا أسهل، لكننا نؤمن أيضًا أن لكل أمة منهجها وطريقتها فى السرد والحكي والإعلام. فى إذاعة طلّة نفتش عن تلك المناهج والطرق.

لماذا البودكاست؟

“آلوو آلووو. هًنا راديو فيولا لصاحبه حبشي أفندي جرجس!”.هكذا كان يردد المصري مهندس اللاسلكي حبشي جرجس من بيته القاهريّ مفتتحًا إذاعته الخاصة كل يوم فى السابعة صباحًا. بثت الإذاعات الأهلية كـ “مصر الجديدة” و “سابو” و”محطة راديو الأمير فاروق” إلى حين إلغائها عام 1934م/ 1353هـ.. تلك التجربة الإعلامية الأقرب تعتبر الأقرب للبودكاست فى ذاكرتنا العربية.البودكاست هو وسيط إعلامي يتيح للأفراد أن يصبحوا إعلاميين بإمكانيات بسيطة. على الرغم من الفكرة الأساسية لإنشائه تعني بالفرد، إلا أنه تم تبنيه من قبل مؤسسات إعلامية كبرى (مثال: نيويورك تايمز والجارديان والجزيرة). إننا -فى إذعة طلّة- ندرك أن الميزانيات الضخمة والاستثمار الكثيف فى البودكاست يعرقل مهمته الإعلامية الأصيلة كوسيط إعلامي فردي بشكل أساسيّ, رغم ذلك، نضع ذلك موضع اعتبارنا حين ندرس سوق البودكاست المتحدث بالعربية.